Chapter 22: سر الوردة

زهرة اللامرئي 287 words
الوردة التي كانت دائمًا مجرد رمز غامض في يد مروان، أضاءت الآن بضوء أبيض يخترق جدران القصر المظلم. الكائنات الظلية تراجعت، تعوي كأنها كائنات جريحة، فيما ارتسم الغضب على ملامح عاصم. صرخ بصوت يزلزل القاعة: — هذه الوردة ليست لك! إنها من ميراثنا، من قلب العالم السفلي نفسه! مروان، مذهولًا، سأل: — ماذا تعني؟ ابتسم عاصم ابتسامة باردة: — تلك الوردة هي بقايا عهد قديم، كانت تُمنح فقط لمن وُلد بين العالمين... لا لإنسانٍ ولا لجنيٍّ بالكامل. كيف وصلت إليك؟! ليان وضعت يدها على فمها، كأنها تذكرت شيئًا: — مروان... هذا يفسّر سبب قدرتك على رؤيتي، ولماذا كان من الصعب تجاهلي لكلماتي. ربما... دمك يحمل أثرًا قديمًا. سلمى تنهدت بدهشة: — إذن لم يكن مجرد لقاء عابر بينك وبين ليان... أنت كنت مختارًا منذ البداية. تقدّم عاصم، عيناه تشتعلان: — هذا يجعل الأمر أوضح. أنت العدو الحقيقي. إذا اتحدت الوردة مع قوتك، ستغلق الشرخ بين العالمين... وهذا ما لن أسمح به. رفع يده، فانشقت الأرض تحت أقدامهم، وبدأت ظلال كثيفة تحاول ابتلاع مروان. لكن الوردة اشتعلت أكثر، وامتدت جذورها كخيوط ضوء حول جسده، تحميه. ليان هتفت: — لا تدع خوفك يبتلعك! الوردة تستجيب لإرادتك. مروان أغلق عينيه، استحضر كل لحظة ضعف عاشها، كل حلم مكسور، ثم تذكّر صوت ليان وهي تقول "الحب قوة". عندها، انبثق من الوردة نور هائل، كأنها شمس صغيرة. الكائنات الظلية صرخت وتبخرت. جدران القصر تشققت، لتكشف عن سماء متلاطمة من الظلام والضوء. لكن عاصم لم يتراجع، بل بدا كأنه يكبر وسط الدمار، جسده يذوب ويتحوّل إلى عمود من الظلال. صوته دوّى: — لن تهزمني بوردة! سأريكم معنى العدم! مروان تراجع خطوة، لكن ليان أمسكت بيده وسلّمت قوتها إلى الوردة، فيما سلمى قرأت بصوت مرتجف لكنها ثابتة: — "الكلمة، والحب، والجرأة... تلتقي فتغلق الفجوة." النور تضاعف، والعالم من حولهم اهتز كأنه على وشك الانفجار

Comments (0)

Login to leave a comment

No comments yet. Be the first to share your thoughts!